قال الشيخ د. علي الربيعي أنه من الواجب علينا حفظ وذكر آيات الله تعالى، وأحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
حتى نكسب رضا الله ونفهم أمور ديننا ونبتعد عن المعاصي ويحمينا من كل شر.
والأحاديث النبوية ماهي إلا توضيح للآيات في القرآن الكريم، حيث أنها شرح لحياة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم،
كما أنها تسهل علينا الاقتداء بسيدنا رسول الله والسير على خطاه،
لأنها تبين لنا ما كان يتجنب النبي من المعاصي وما كان يحرص على فعله .
وفي السطور التالية سوف نستعرض طرق حفظ الحديث الشريف وفضائل حفظه.
لزيارة موقع الشيخ د. علي الربيعي من هنا
ما هو الحديث الشريف؟
يعتبر الحديث الشريف المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم عند كل المسلمين،
حيث يعد متمم للقرآن الكريم وله نفس أهميته، فهو الكلام الذي قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو نُقل عنه .
و في حياة رسول الله، عليه الصلاة والسلام، تم اقتصار الحديث على ما يقوله فقط،
أما بعد وفاته فقد اتسع من أجل أن يشمل ما فعله وأقره واتصف به، فهو قدوة للمسلمين بأفعاله وأقواله وصفاته وأخلاقه.
ما هي طريقة حفظ الحديث الشريف للشيخ د. علي الربيعي؟
يرغب الكثير من المسلمين بحفظ الأحاديث النبوية،
لكنهم يشتكون من صعوبة الحفظ أو ضيق الوقت أو من أمور أخرى تعرقل عليهم حفظ الأحاديث،
لذلك نستعرض فيما يلي طرق أخبرنا بها الشيخ د.علي الربيعي تسهل وتيسر علينا حفظ الحديث الشريف وهي طرق مفيدة ومجربة .
١. البدء بحفظ الحديث الشريف الأقصر:
عليك أن تبدأ الحفظ باختيار الحديث الأسهل والأقصر،
فمن الممكن أن تبدأ بالأربعين النووية ثم عمدة الأحكام للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي،
يليها بلوغ المرام للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني.
٢. تحديد يوم لمراجعة ماتم حفظه:
حدد لنفسك يوماً معين لمراجعة ما تم حفظه من الأحاديث، حيث من الممكن أن تنتهي من حفظ الأربعين النووية من خلال مايلي: فمثلاً لو اخترت يوم السبت فإنك ستقوم بالتالي:
ستبدأ يوم السبت بالحفظ من الحديث الشريف 1-5.
ثم يوم الأحد تحفظ من الحديث الشريف 6-10.
يليه يوم الإثنين تحفظ من الحديث الشريف 11-15.
وهكذا إلى أن تصل ليوم الجمعة تحفظ من الحديث الشريف 35-42.
بعد ذلك تقوم بمراجعة كل الأحاديث يوم السبت.
وهكذا خلال أسبوع واحد تكون قد تمكنت من حفظ الأربعين النووية بإذن الله تعالى.
كذلك يمكنك من خلال هذه الطريقة والمنهج أن تحفظ عمدة الأحكام ثم المحرر ثم البلوغ،
بعد ذلك تتابع مسيرة حفظك بالكتب الكبيرة وهي البخاري ثم مسلم ثم ابن ماجة و النسائي وغيرها .
٣. اجعل لنفسك ورد يومي:
حسب طاقتك، حدد لنفسك عدد الأحاديث التي ترغب بحفظها مثلاً كل يوم أربعة أو خمسة أحاديث .
٤.الاستماع للأحاديث قبل البدء بحفظها:
استمع إلى الأحاديث قبل أن تبدأ بحفظها، حتى تتمكن من حفظها بطريقة سليمة،
وذلك من خلال سماعها من قبل شيخ متقن بعد ذلك حاول أن ترددها وراءه .
٥.الاطلاع على شرح الحديث قبل البدء بحفظه:
يجب عليك أن تقوم بالبحث عن شرح الحديث قبل أن تبدأ بحفظه، وذلك من أجل أن يسهل عليك فهمه وحفظه.
٦. أخذ قسط من الراحة عند التعب:
خذ قسطاً من الراحة كلما شعرت بالتعب والإرهاق، واسعى إلى تجديد طاقتك ونشاطك حتى تحفظ بشكل أسرع.
٧.أكد الشيخ د. علي الربيعي على أهميةالحفظ بعد صلاة الفجر:
من أفضل الأوقات للحفظ بشكل عام وحفظ القرآن والأحاديث النبوية بشكل خاص هو بعد الانتهاء من صلاة الفجر،
حيث يكون العقل في قمة النشاط والاستعداد لتلقي المعلومات،
كذلك تكون أنت مرتاح البال خال من الهموم والمتاعب التي تصاحبك خلال النهار.
وأيضاً من طرق حفظ الحديث الشريف للشيخ د. علي الربيعي:
٨.اختر مكان مناسب لحفظ الحديث الشريف:
اختر مكان محبب لديك هادئ بعيد عن الضجيج حتى تستطيع الحفظ والتركيز.
٩. التكرار:
وهي أفضل طريقة لحفظ الأحاديث، فقط قم بتكرار قراءة الحديث عشرات المرات من أجل أن يرسخ في قلبك وعقلك.
١٠.تحديد وقت لمراجعة الحديث الشريف:
يجب عليك أن تحدد وقت لمراجعة الأحاديث التي تم حفظها، حيث يفضل أن يكون بعد غروب الشمس .
١١. الغذاء الصحي:
احرص على تناول أطعمة صحية ومشروبات تساعدك في الحفظ والتركيز، مثل القهوة وعصير الفواكه والخ…
١٢. الكتابة:
يجب عليك أن تكتب الأحاديث التي تم حفظها غيباً، حتى تترسخ في ذهنك ويصبح من الصعب نسيانها.
فضائل حفظ الحديث الشريف للشيخ د. علي الربيعي:
يعد حفظ الحديث الشريف من أعظم العبادات ومحاسن الأعمال،
حيث إن المنافع والفضائل التي يحصل عليها المسلم من خلال حفظ وتعلم الأحاديث لا تعد ولا تحصى،
كما قام الشيخ د. علي الربيعي في إحدى محاضراته بالحديث عن هذه الفضائل والأدلة عليها وسنذكر منها ما يلي:
- إدراك معاني الأحاديث الشريفة وحفظها وفهمها وتبليغها للناس بصورة جيدة وصحيحة.
- يعد حفظ الأحاديث النبوية من أهم سبل العلم التي يجب أن يسلكها المسلم، وذلك من أجل أن يفوز بالجنة ويكسب رضا الله تعالى.
- حفظ الأحاديث النبوية وتبليغها للناس من صفات العلماء الصالحين الذين هم ورثة الأنبياء.
- حفظ الحديث الشريف هو استمرار لذكر السنة النبوية وحفظ للدين .
- روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وصححه الألباني في “صحيح الجامع”.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري ومسلم.
- عن أبي موسى الأشعري: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِه”،رواه البخاري ومسلم.
- روى الدارمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ” عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْضُهُ أَنْ يُذْهَبَ بِأَصْحَابِهِ“.
- رواه البزار عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِيَ فَحَفِظَهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا).
عناية العلماء بحفظ الحديث الشريف :
لقد عرفت الأمة قديماً علماء قد أخذوا على عاتقهم جمع وحفظ الأحاديث النبوية ونشرها،
ومن أبرز هؤلاء العلماء محمد بن إسحاق والإمام أنس بن مالك ومحمد بن شهاب الزهري،
ثم أكمل مسيرتهم علماء جعلوا لها كتباً جامعة مازالت إلى الآن مرجع العلماء والباحثين وطلاب العلم ومن أهمهم إمامي الحديث البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه.
مظاهر حفظ الحديث الشريف في عصرنا الحديث(الشيخ د. علي الربيعي):
مع تطور الحياة و ظهور التكنولوجيا تطورت أساليب حفظ الأحاديث الشريفة المطهرة،
فبعد أن كانت تحفظ من خلال كتابتها على صفحات الكتب الورقية،
استطاعت التقنيات الحديثة حفظها بطرق مختلفة لسهولة الاطلاع عليها،
ومن أبرز هذه المظاهر :
- أتاحت التقنية الحديثة تصنيف الأحاديث النبوية وتمييزها بناء على معايير الضعف والصحة، حيث أصبح من السهل على طالب العلم والباحث البحث عنها عن طريق المواقع الإلكترونية، وذلك بمجرد كتابة جزء من الأحاديث في حقل البحث عنها، مما يسهل عليه معرفة إذا كانت مرفوعة أو مقطوعة أو موضوعة أو غريبة أو إذا كان سند الحديث ضعيفاً أو صحيحاً بكل بساطة.
- بفضل التقنية الحديثة عُرضت الكتب والأسانيد الشاملة لأحاديث رسول الله المصطفى على شكل ملفات من أجل أن يتمكن كل طالب وراغب بالاطلاع عليها إلكترونيا بيسر وسهولة دون الاضطرار إلى طباعتها ورقياً.
- تصنيف كتب السنة النبوية المطهرة بأسلوب صحيح يخلو من الضعف والشوائب.