فضائل حفظ القرآن الكريم – للشيخ د. علي الربيعي

لقد أنزل الله كتابه القرآن الكريم من أجل أن يكون دليلاً على صدق رسالة النبي، عليه الصلاة والسلام،

ومن أجل أن يكون منهج حياة لكل الناس، فهو كلام الله تعالى (القول الخالد) الذي عجز عنه الإنس والجن.

حيث جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال الكثير من الآيات والأحاديث والنصوص،

التي استعان بها العلماء و استمدوا من خلالها فضل وأهمية حفظ القرآن الكريم، كما قام الشيخ د. علي الربيعي في إحدى محاضراته بالحديث عن هذه الفضائل والأدلة عليها وسنذكر منها ما يلي:

فضائل حفظ القرآن الكريم – للشيخ د. علي الربيعي

١. حفظ القرآن الكريم يرفع من شأن صاحبه: 

من الفضائل لحفظ القرآن الكريم في الدنيا، أنه يرفع من شأن صاحبه، حيث يصبح من أهل الإجلال والتقدير عند الأشخاص،

كما أنه يفرض احترامه عليهم لما يحمل في قلبه من القرآن،

فعن عمر رضي الله عنه قال: «أما إنَّ نبيَّكم – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»،

كما ذكر في سنن أبي داود من رواية أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».

٢. يصبح حافظ القرآن الكريم من أهل الله وخاصته:

إن من أهم وأبرز فضائل حفظ القرآن الكريم التي يتميز بها حافظ القرآن الكريم أو قارئه،

هو أنه يصبح من أهل الله في الدنيا والآخرة،

حيث أشار إلى ذلك المنذري فقد روى في الترغيب والترهيب،

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه».

وأيضاً من فضائل حفظ القرآن التي أخبرنا عنها الشيخ د.علي الربيعي:

٣. حافظ القرآن يحسد في الدنيا والآخرة: 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال« لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ…»،

أي إن حافظ القرأن يغبط على المكانة التي تمكن من الوصول إليها من خلال حفظه لكتاب الله .

٤. حافظ القرآن له الأولوية في أن يكون إمام الناس في الصلاة:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ»، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أنه يرشدنا إلى  تقديم أكثر شخص حافظ لكتاب الله وأكثرهم قراءة له،

مما يدل إلى أن حافظ القرآن له الحق و أولوية بأن يكون إمام للناس في الصلاة فهو الأجدر بها.

٥. قال الشيخ د.علي الربيعي بأن القرآن الكريم يرفع حافظه:

ففي حديث عن السيدة عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها قالت: عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،

قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ»،

إذاً من فضائل حفظ القرآن الكريم أنه يقوم برفع صاحبه إلى أن يبلغ منزلة الملائكة الكرام.

٦. حافظ القرآن يشفع له القرآن الكريم يوم القيامة:

عن أبي أمامة ،رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ…»،

ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم نرى أن القرآن الكريم يأتي  شفيعاً لأصحابه عند القيامة حيث يخرجوا به من النار.

٧.حفظ القرآن يرقي حافظه في منازل الجنة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا»،

أي من يقوم بحفظ القرآن الكريم فسوف يرتقي في الجنة بمقدار حفظه له، لذا كلما ازدادت كمية حفظه كلما ازداد رفعةً في درجات الجنة.

٨. يكرم الله والدي حافظ القرآن الكريم: 

عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم«مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا»،

أي إن الله سبحانه وتعالى سيكرم والدي حافظ القرآن الكريم، ويرفع من شأنهما ويعلي منزلتهما، وهذا ما يشير إلى فضل حفظ القرآن الكريم على حافظه ،

حيث يعلو قدر والديه ببركة ما أتم حفظه من كتاب الله.

ماهي أهم النصائح لمن أراد حفظ القرآن الكريم التي أرشدنا بها الشيخ د. علي الربيعي؟

١. تصحيح النطق:

قبل أن تبدأ بحفظ القرآن الكريم عليك أن تقرأ القرآن على المشايخ المتقنين له، وعليك أن تتعلم كيف تنطق الآيات بشكل صحيح،

وخصوصاً عند المواضع التي يوجد فيها تشابه وصعوبة في اللفظ.

٢. الإخلاص:

يعد الإخلاص من أكثر الوسائل التي تعينك على حفظ القرآن الكريم، وذلك لأن حافظ القرآن أمين على رسالة الوحي الخالدة،

التي تم إنزالها على قلب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، وحفظت في السطور والصدور.

٣. وضع حد لكمية الحفظ:

من أهم الوسائل التي تعين على استمرارية الحفظ والصبر عليه، هي تحديد مقدار ثابت للحفظ، حيث يكون لكل شخص حداً للحفظ لا يمكن أن يزيد عليه.

٤. البقاء في موضع حفظ واحد:

عدم الانتقال إلى موضع حفظ جديد قبل أن يتم اتقان الذي تم حفظه سابقاً، إذ إن ذلك يؤدي إلى تشتيت القرآن في عقله ،

وعدم استقرار أي شيء منه في الذهن إلا النزر اليسير.

٥. عليك أن تختار الزمان والمكان المناسبين:

إذا كنت تريد أن تحفظ القرآن الكريم فعليك أن تحدد الزمان والمكان المناسب لذلك،

إذ لا يمكنك أن تحفظ القرآن في مكان مليء بالضجيج أو في وقت اشتداد الحر، حيث إن أفضل مكان لذلك هو المسجد بيت الله.

٦. أكد الشيخ د. علي الربيعي على ضرورة المحافظة على ترابط السور والآيات:

تحتوي السورة الواحدة والآيات الطويلة على أحداث مترابطة ومتسلسلة،

لذلك لا يجب أن تقوم بحفظ جزء من السورة ثم تقوم بالانتقال إلى موضع آخر منها دون أن تقوم بربط السابق باللاحق، حيث إن هذا الترابط يجعل عليك الحفظ سهلاً ويسيراً مرناً.

٧. الحفظ من مصحف خاص بك (له رسم واحد): 

يقوم عقل الإنسان بالاهتمام بالتفاصيل، فإذا قمت بتغيير المصاحف في رسمها من حيث لون الكلمات أو عدد الأسطر، فإن ذلك سوف يعمل على تشتيت الحافظ ولا يتم إثبات حفظه كما يجب.

٨. تفسير الآيات يعينك على الحفظ:

ينبغي على من يريد أن يحفظ القرآن الكريم أن يقرأ التفاسير، وذلك من أجل أن يدرك أسباب النزول والمعاني الخفية وراء هذه الآيات وبعض الكلمات التي لها دلالات بعيدة، وهذا ما سوف يجعل عليه الحفظ أسهل.

٩. الفهم أسرع طرق للحفظ: 

إذا فهم الحافظ مغزى الآيات و تم توضيح معاني الآيات له سهل عليه الربط بين جزئيات السورة وبالتالي حفظها